"چورچ ماكدونالد (1824- 1905) ، القائل "الحياة ليسَت حُلمًا، لكنها ينبغي أن تكون كذلك". روائي وشاعِرٌ ولاهوتيٌّ وقسٌّ مسيحيٌّ اسكتلندي. أبدعَ في مجال الكتابة الفانتازيَّة الممتَزِجَة بالأساطير والمأساة، دون التَّخلِّي تمامًا عن الكوميديا السوداء. كان له تأثير كبير على كُتَّاب مثل: لويس كارول، ومارك توين، و"چيه. آر. آر. تولكين"، وليمان فرانك باوم. من أشهر رواياته: "فانتازيَّات"، و"ليليث"، و"في إثر رياح الشمال"، و"الأميرة والعفريت"."
"لكن أي ليلٍ عليَّ أن أجتازه قبل أن أصل إلى هناك! بدا القمر وكأنه يعرف شيئًا ما، ذلك أنه حدّقَ فيَّ بغرابة. كان مظهره باردًا كالجليد حقًا، لكن ممتلئًا بالاهتمام، أو الفضول على الأقل. لم يكن نفس القمر الذي أعرفه على الأرض؛ كان وجهه غريبًا عنّي، وضوءه أكثر غرابةً. ربما جاء من شمسٍ مجهولة! في كل مرة أرفع فيها بصري، أجده يحدّق فيَّ بكل قوّته! في البداية شعرت بالضيق، كما لو تجاه وقاحة رفيق من بني البشر؛ لكن سرعان ما لاحظت، أو توهّمت أنني لاحظت، شفقةً متسائلةً في تحديقته: لماذا أقف في لَيلِه الآن؟ حينها، ولأول مرّة، أدركت كم هو من المريع أن يستيقظ أحد في الكون؛ كنتُ مستيقظًا، ولا شيء في يدي حيال ذلك". "ليليث" رواية فانتازيَّة لچورچ ماكدونالد، من أكثر رواياته سوداويَّةً وعُمقًا. يتناول فيها طبيعة الموت والحياة والخلاص. ويتحدَّث عن نومٍ كونيٍّ يشفي الأرواح المُعذَّبة، قبل خلاص الجميع.